فصل: باب غزوة خيبر

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد **


 أبواب في غزوة الخندق

  باب غزوة الخندق وقريظة

10137-عن عمرو بن عوف المزني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خط الخندق من أحمر السبختين طرف بنى حارثة عام حزب الأحزاب حتى بلغ المذاحج فقطع لكل عشرة أربعين ذراعاً واحتج المهاجرون والأنصار في سلمان الفارسي وكان رجلاً قوياً فقال المهاجرون‏:‏ سلمان منا وقالت الأنصار‏:‏ منا‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏سلمان منا أهل البيت‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه كثير بن عبد الله المزني وقد ضعفه الجمهور وحسن الترمذي حديثه،وبقية رجاله ثقات‏.‏

10138-وعن البراء بن عازب قال‏:‏ أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفر الخندق وعرض لنا صخرة في مكان من الخندق لا تأخذ فيها المعاول فشكوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم - وأحسبه قال‏:‏ وضع ثوبه - ثم هبط إلى الصخرة فأخذ المعول فقال‏:‏ ‏"‏بسم الله‏"‏ فضرب ضربة فكسر ثلث الحجر وقال‏:‏ ‏"‏الله أكبر أُعطيت مفاتيح الشام والله إني لأبصر قصورها الحمر من مكاني هذا‏"‏‏.‏ ثم قال‏:‏ ‏"‏بسم الله‏"‏ وضرب أخرى فكسر ثلث الحجر فقال‏:‏ ‏"‏الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس والله إني لأبصر المدائن وأبصر قصرها الأبيض من مكاني هذا‏"‏‏.‏ ثم قال‏:‏ ‏"‏بسم الله‏"‏ وضرب ضربة أخرى فقطع بقية الحجر فقال‏:‏ ‏"‏الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني هذا‏"‏‏.‏

رواه أحمد وفيه ميمون أبو عبد الله وثقه ابن حبان وضعفه جماعة،وبقية رجاله ثقات‏.‏

10139-وعن عبد الله بن عمرو قال‏:‏ أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخندق فخندق على المدينة فقالوا‏:‏ يا رسول الله إنا وجدنا صفاة لا نستطيع حفرها فقام النبي صلى الله عليه وسلم وقمنا معه فلما أتى أخذ المعول فضرب به ضربة وكبر فسمعت هدة لم أسمع مثلها قط فقال‏:‏ ‏"‏فتحت فارس‏"‏‏.‏ ثم ضرب أخرى وكبر فسمعت هدة لم أسمع مثلها قط فقال‏:‏ ‏"‏فتحت الروم‏"‏‏.‏ ثم ضرب أخرى وكبر فسمعت هدة لم أسمع مثلها قط فقال‏:‏ ‏"‏جاء الله بحمير أعواناً وأنصاراً‏"‏‏.‏

رواه الطبراني بإسنادين في أحدهما حيي بن عبد الله وثقه ابن معين وضعفه جماعة،وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

10140-وعن ابن عباس قال‏:‏ احتفر رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق وأصحابه قد شدوا الحجارة على بطونهم من الجوع فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏هل دللتم على أحد يطعمنا أكلة‏؟‏‏"‏‏.‏ قال رجل‏:‏ نعم قال‏:‏ ‏"‏أما لا فتقدم فدلنا عليه‏"‏‏.‏ فانطلقوا إلى رجل فإذا هو في الخندق يعالج نصيبه منه فأرسلت امرأته أن جئ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أتانا فجاء الرجل يسعى فقال‏:‏ بأبي وأمي وله معزة ومعها جديها فوثب إليها فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏الجدي من ورائنا‏"‏ فذبح الجدي وعمدت امرأته إلى طحينة لها فعجنتها وخبزت وأدركت ‏[‏القدر‏]‏ وثردت ‏[‏قصعتها‏]‏ فقربتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فوضع النبي صلى الله عليه وسلم إصبعه فيها فقال‏:‏ ‏"‏بسم الله اللهم بارك فيها اللهم بارك فيها اطعموا‏"‏‏.‏ فأكلوا منها حتى صدروا ولم يأكلوا منها إلا ثلثها وبقي ثلثاها،فسرح أولئك العشرة الذين كانوا معه‏:‏ أن اذهبوا وسرحوا إلينا بعدتكم

فذهبوا وجاء أولئك العشرة مكانه فأكلوا منها حتى شبعوا ثم قام ودعا لربة البيت وشمت عليها وعلى أهلها ثم مشوا إلى الخندق فقال‏:‏ ‏"‏اذهبوا بنا إلى سلمان‏"‏‏.‏ وإذا صخرة بين يديه قد ضعف عنها فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه‏:‏ ‏"‏دعوني فأكون أول من ضربها‏"‏‏.‏ فقال‏:‏ ‏"‏بسم الله‏"‏ فضربها فوقعت فلقة ثلثها فقال‏:‏ ‏"‏الله أكبر قصور الروم ورب الكعبة‏"‏‏.‏ ثم ضرب أخرى فوقعت فلقة فقال‏:‏ ‏"‏الله أكبر قصور فارس ورب الكعبة‏"‏‏.‏ فقال عندها المنافقون‏:‏ نحن نخندق ‏[‏على أنفسنا‏]‏ وهو يعدنا قصور فارس والروم‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد بن حنبل ونعيم العنبري وهما ثقتان‏.‏

10141-وعن أبي هريرة قال‏:‏ جاء الحارث الغطفاني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ناصفنا تمر المدينة وإلا ملأتها عليك خيلاص ورجالاً‏.‏ فقال‏:‏ ‏"‏حتى أستأمر السعود‏:‏ سعد بن عبادة وسعد بن معاذ‏"‏‏.‏ يعني يشاورهما فقالا‏:‏ لا والله ما أعطينا الدنية من أنفسنا في الجاهلية فكيف وقد جاء الله بالإسلام‏؟‏‏!‏ فرجع إلى الحارث فأخبره فقال‏:‏ غدرت يا محمد‏.‏ قال‏:‏ فقال حسان‏:‏

يا حارِ من يغدرْ بذمةِ جاره * منـكم فإنِّ محـمداً لا يغدر

إن تغدروا فالغدر من عاداتكم * واللؤم ينبت في أصول السخبر

وأمـانةُ النهـدي حينَ لقيتها * مثلُ الزجاجةِ صدعها لا يجبر

قال‏:‏ فقال الحارث‏:‏ كف عنا يا محمد لسان حسان فلو مزج به ماء البحر لمزج‏.‏

رواه البزار والطبراني ولفظه‏:‏ عن أبي هريرة قال‏:‏ جاء الحارث الغطفاني إلى

رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا محمد شاطرنا تمر المدينة فقال‏:‏ ‏"‏حتى أستأمر السعود‏"‏‏.‏ فبعث إلى سعد بن معاذ وسعد بن عبادة وسعد بن الربيع وسعد بن خيثمة وسعد بن مسعود فقال‏:‏ ‏"‏إني قد علمت أن العرب قد رمتكم عن قوس واحدة وإن الحارث سألكم تشاطروه تمر المدينة فان أردتم أن تدفعوه عامكم هذا في أمركم بعد‏؟‏‏"‏‏.‏ فقالوا‏:‏ يا رسول الله أوحي من السماء فالتسليم لأمر الله أو عن رأيك وهواك‏؟‏ فرأينا نتبع هواك ورأيك‏؟‏ فإن كنت إنما تريد الإبقاء علينا فوالله لقد رأيتنا وإياهم على سواء ما ينالون منا تمرة إلا شراء أو قرى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏هو ذا،تسمعون ما يقولون‏؟‏‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ غدرت يا محمد‏.‏ فقال حسان بن ثابت رضى الله عنه‏:‏

يـا حار من يغدر بذمة جاره * منكـم فإن محمداً لا يغـدر

وأمـانة المريّ حيـن لقيتهـا * كسر الزجاجة صدعها لا يجبر

إن تغدروا فالغدر من عاداتكم * واللؤم ينبت في أصول السخبر

ورجال البزار والطبراني فيهما محمد بن عمرو وحديثه حسن،وبقية رجاله ثقات‏.‏

10142-وعن أنس بن مالك قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم الخندق‏:‏

‏"‏والله لولا الله ما اهتدينا * ولا صمنا ولا صلينا

فأنزلن سكينة علينا‏"‏‏.‏

رواه البزار وأبو يعلى ورجاله ثقات‏.‏

10143-وعن أم سلمة قالت‏:‏ ما نسيت قوله يوم الخندق وهو يعاطيهم اللبن قد اغبر شعر صدره وهو يقول‏:‏

‏"‏اللهم إن الخير خير الآخره * فاغفر للأنصار والمهاجره‏"‏‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح،ورواه أبو يعلى‏.‏

10144-وعن رافع بن خديج قال‏:‏ لم يكن حصن أحصن من حصن بني حارثة فجعل النبي صلى الله عليه وسلم النساء والصبيان والذراري فيه وقال‏:‏ إن ألم بكن أحد فالمعن بالسيف‏"‏‏.‏ فجاءهن رجل من بني ثعلبة بن سعد يقال له‏:‏ نجدان أحد بني جحاش على فرس حتى كان في أصل الحصن ثم جعل يقول للنساء‏:‏ انزلن إلي خير لكن،فحركن السيف فأبصره أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فابتدر الحصن قوم فيهم رجل من بني حارثة يقال له‏:‏ ظهير بن رافع فقال‏:‏ يا نجدان ابرز فبرز إليه فحمل عليه فرسه فقتله وأخذ رأسه فذهب به إلى النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

10145-وعن الزبير بن العوام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى الخندق فجعل نساءه وعمته صفية في أطم يقال له‏:‏ فارع وجعل معهم حسان بن ثابت وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أحد فرقي يهودي حتى أشرف على نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى عمته فقالت صفية‏:‏ يا حسان قم إليه حتى تقتله،قال‏:‏ والله ما ذاك فيّ ولو كان ذاك فيّ لخرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم،قالت صفية‏:‏ فاربط السيف على ذراعي قال‏:‏ ثم تقدمت إليه حتى قتلته وقطعت رأسه فقالت له‏:‏ خذ الرأس فارم به على اليهود،قال‏:‏ ما ذاك فيّ،فأخذت هي

الرأس فرمت به على اليهود فقالت اليهود‏:‏ قد علمنا أن محمداً لم يكن يترك أهله خلوفاً ليس معهم أحد فتفرقوا وذهبوا قالت عائشة‏:‏ فمر سعد بن معاذ وهو يقول‏:‏

مهلاً قليلاً يدرك البهجا جمل * لا بأس بالموت إذا حان الأجل

قالت‏:‏ وما رأيت أحدا كان أجمل منه ذلك اليوم وكان عليه أثر صفرة وكان عليه درع مقلصة وقد تزوج فبنى بأهله قبل ذلك فعليه أثر زعفران‏.‏ قال‏:‏ وكان حسان إذا شد رسول الله صلى الله عليه وسلم على الكفار يفتح الأطم وإذا كروا رجع معهم‏.‏

رواه البزار وأبو يعلى باختصار وقال‏:‏ فأخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فضرب لصفية بسهم كما كان يضرب للرجال،وإسنادهما ضعيف‏.‏ وقد تقدم الحديث من رواية صفية في وقعة أحد‏.‏

10146-وعن عروة أن النبي صلى الله عليه وسلم أدخل نساءه يوم الأحزاب أطماً من آطام المدينة وكان حسان بن ثابت رجلاً جباناً فأدخله مع النساء فأغلق الباب،فجاء يهودي فقعد على باب الأطم فقالت صفية بنت عبد المطلب‏:‏ انزل يا حسان إلى هذا العلج فاقتله،فقال‏:‏ ما كنت لأجعل نفسي خطراً لهذا العلج‏.‏ فأتزرت بكساء وأخذت فهراً فنزلت إليه فقطعت رأسه‏.‏

رواه الطبراني ورجاله إلى عروة رجال الصحيح ولكنه مرسل‏.‏

10147-وعن معاوية بن الحكم قال‏:‏ كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزى أخي علي بن الحكم فرسه خندقاً فضرب الفرس

فدق جدار الخندق ساقه فأتينا به النبي صلى الله عليه وسلم على فرسه فمسح ساقه فما نزل عنها حتى برأ فقال معاوية بن الحكم في قصيدة له‏:‏

فأنزاهـا عليَّ فهيَ تهوى * هوي الدلـوِ مترعةً بسدل

صفـوفَ الخندقينِ فأهرقته * هويـةَ مظلمِ الحالينِ عمل

فعصب رجله فمشى عليها * سموَّ الصقرِ صادف يوم طل

فقـال محمد صـلى عليه * مليكُ الناسِ‏:‏ هذا خيرُ فعل

لعاً لك فاستمر بها سوياً * وكانت بعد ذاك أصبح رجل

قال محمد بن عبادة‏:‏ يقال إذا عثرت الناقة‏:‏ لعاً لك أي ارتفعي واستعلي،قال الأعشى‏:‏

بذات لوثٍ عقرناه إذا عثرت * فالنعش أدنى لها من أن يقال لعاً

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه،ويعقوب بن محمد الزهري ضعفه الجمهور ووثقه ابن حبان‏.‏

10148-وعن عبد العزيز بن أبي بكر بن مالك بن وهب الخزاعي عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سليطاً وسفيان بن عوف الأسلمي طليعة يوم الأحزاب فخرجا حتى إذا كانا بالبيداء التفت عليهم خيل لأبي سفيان فقاتلا حتى قتلا فأتى بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفنا في قبر واحد فهما الشهيدان القرينان‏.‏

رواه البزار وفيه جماعة لم أعرفهم‏.‏

10149-وعن نافع قال‏:‏ قيل لابن عمر‏:‏ أين كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي يوم الأحزاب‏؟‏ قال‏:‏ كان يصلي

في بطن الشعب عند خربة هناك ولقد أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الانصراف للناس ثم أمرني أن أدعوهم فدعوتهم‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

10150-وعن ابن عمر قال‏:‏ بعثني خالي عثمان بن مظعون لأبيه بلحاف فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنته وهو بالخندق فأذن لي وقال‏:‏ ‏"‏من لقيت منهم فقل لهم‏:‏ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن ترجعوا‏"‏‏.‏ وكان ذلك في برد شديد فخرجت ولقيت الناس فقلت لهم‏:‏ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن ترجعوا قال‏:‏ فلا والله ما عطف علي منهم اثنان أو واحد‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله رجال الصحيح‏.‏

10151-وعن ابن عمر قال‏:‏ خفي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق إلا على ستة نفر أربعة نفر من المهاجرين طلحة والزبير وعلي وسعد من الأنصار أبو دجانة والحرث بن الصمة‏.‏

رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم‏.‏

10152-وعن عائشة قالت‏:‏ كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالخندق فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعاهد ثغرة من الجبل يخاف منها فيأتي فيضطجع في حجري ثم يقوم فيتسمع فسمع حس إنسان عليه الحديد فانسل في الجبل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من هذا‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ أنا سعد جئتك لتأمرني بأمرك،فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبيت في تلك الثغرة فقالت عائشة‏:‏ فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجري حتى سمعت غطيطه فقالت عائشة‏:‏ لا أنساها لسعد‏.‏

قلت‏:‏ في الصحيح طرف منه‏.‏

رواه البزار عن شيخه عبد الله بن شبيب وهو ضعيف‏.‏

10153-وعن سعد - يعني ابن أبي وقاص - قال‏:‏ لما كان يوم الخندق ورجل يتترس جعل يقول بالترس هكذا فوضعه فوق أنفه ثم يقول‏:‏ هكذا يسلفه بعد قال‏:‏ فأهويت إلى كنانتي فأخرجت منها سهماً مدمى فوضعته في كبد القوس فلما قال هكذا يسفل الترس رميت فما نسيت وقع القدح على كذا وكذا من الترس قال‏:‏ وسقط فقال برجله هكذا فضحك نبي الله صلى الله عليه وسلم أحسبه قال‏:‏ حتى بدت نواجذه،قال‏:‏ قلت‏:‏ لم فعل‏؟‏ قال‏:‏ لفعل الرجل‏.‏

رواه أحمد والبزار إلا أنه قال‏:‏ كان رجل معه ترسان وكان سعد رامياً فكان يقول كذا وكذا بالترسين يغطي جبهته فنزع له سعد بسهم فلما رفع رأسه رماه فلم يخط هذه منه - يعني جبهته - ‏.‏

والباقي بنحوه،ورجالهما رجال الصحيح غير محمد بن محمد بن الأسود وهو ثقة‏.‏

10154-وعن حذيفة أن الناس تفرقوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب فلم يبق معه إلا اثنا عشر رجلاً فأتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا جاثم من النوم فقال‏:‏ ‏"‏يا ابن اليمان قم فانطلق إلى عسكر الأحزاب فانظر إلى حالهم‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما قمت لك إلا حياء من البرد قال‏:‏ ‏"‏انطلق يا ابن اليمان فلا بأس عليك من برد

ولا حر حتى ترجع لي‏"‏‏.‏ فانطلقت حتى أتيت عسكرهم فوجدت أبا سفيان يوقد النار في عصبة حوله وقد تفرق الأحزاب عنه فجئت حتى أجلس فيهم فحس أبو سفيان انه قد دخل فيهم من غيرهم فقال‏:‏ ليأخذ كل رجل منكم بيد جليسه قال‏:‏ فضربت بيدي على الذي عن يميني فأخذت بيده ثم ضربت بيدي على الذي عن يساري فأخذت بيده فلبثت فيهم هنيهة ثم قمت فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو قائم يصلى فأومأ إلي أن أدنو فدنوت حتى أرسل علي من الثوب الذي كان عليه ليدفئني فلما فرغ من صلاته قال‏:‏ ‏"‏يا ابن اليمان أقعد ما خبر الناس‏؟‏‏"‏‏.‏ فقلت‏:‏ يا رسول الله تفرق الناس عن أبي سفيان فلم يبق إلا في عصبة يوقد النار وقد صب الله تبارك وتعالى عليهم من البرد الذي صب علينا ولكنا نرجو من الله ما لا يرجون‏.‏

رواه البزار ورجاله ثقات‏.‏ وفي الصحيح لحذيفة حديث بغير هذا السياق‏.‏

10155-وعن عائشة قالت‏:‏ خرجت يوم الخندق أقفو آثار الناس فسمعت وئيد الأرض من ورائي - يعني حس الأرض - قالت‏:‏ فإذا أنا بسعد بن معاذ ومعه ابن أخيه الحارث بن أوس يحمل مجنه‏.‏

قالت‏:‏ فجلست إلى الأرض فمر سعد وعليه درع من حديد قد خرجت منها أطرافه فأنا أتخوف على أطراف سعد قالت‏:‏ وكان سعد من أعظم الناس وأطولهم قالت‏:‏ فمر وهو يرتجز ويقول‏.‏

لبث قليلاً يـدرك الهيجـا جمل

ما أحسن الموت إذا حان الأجل

قالت‏:‏ ‏[‏فقمت‏]‏ فاقتحمت حديقة فإذا فيها نفر من المسلمين وإذا فيها

عمر بن الخطاب وفيهم رجل عليه تسبغة له - يعني المغفر - فقال عمر‏:‏ ما جاء بك لعمري ‏[‏والله‏]‏ إنك لجريئة وما يؤمنك أن لا يكون تجوز‏؟‏ قالت‏:‏ فما زال يلومني حتى تمنيت أن الأرض انشقت لي ساعتئذ فدخلت فيها‏.‏

قال‏:‏ فرفع الرجل التسبغة عن وجهه فإذا طلحة بن عبيد الله فقال‏:‏ ويحك يا عمر انك قد أكثرت منذ اليوم وأين التحوز أو الفرار إلا إلى الله تعالى‏؟‏ قالت‏:‏ ويرمى سعداً رجل من المشركين من قريش يقال له‏:‏ ابن العرقة بسهم له فقال له‏:‏ خذها وأنا ابن العرقة فأصاب أكحله فقطعه فدعا الله سعد فقال‏:‏ اللهم لا تمتني حتى تقرعيني من بني قريظة ‏[‏قالت‏:‏ وكانوا حلفاءه ومواليه في الجاهلية قالت‏:‏ فرقى كَلِمَه وبعث الله عز وجل الريح على المشركين فكفى الله عز وجل المؤمنين القتال وكان اللع قوياً عزيزاً فلحق أبو سفيان ومن معه بتهامة ولحق عيينة بن بدر ومن معه بنجد ورجعت بنو قريظة فتحصنوا في‏]‏ صياصيهم ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وأمر بقبة من آدم فضربت على سعد في المسجد‏.‏

قالت‏:‏ فجاءه جبريل عليه السلام وإن على ثناياه لبقع الغبار فقال‏:‏ لقد وضعت السلاح والله ما وضعت الملائكة بعد السلاح اخرج إلى نبي قريظة فقاتلهم‏.‏

قال‏:‏ فلبس رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته وأذن في الناس بالرحيل أن يخرجوا فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فمر على بني غنم وهم جيران المسجد فقال‏:‏ ‏"‏من مر بكم‏؟‏‏"‏‏.‏ فقالوا‏:‏ مر بنا دحية الكلبي،وكان دحية تشبه لحيته ‏[‏وسنه‏]‏ ووجهه جبريل عليه السلام‏.‏

قالت‏:‏ فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فحاصرهم خمساً وعشرين ليلة فلما اشتد

حصرهم واشتد البلاء قيل لهم‏:‏ انزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستشاروا أبا لبابة عبد المنذر فأشار إليهم أنه الذبح فقالوا‏:‏ ننزل على حكم سعد بن معاذ وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏انزلوا على حكم سعد بن معاذ‏"‏‏.‏ ‏[‏فنزلوا‏]‏ وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد بن معاذ فأتي به على حمار عليه إكاف من ليف قد حمل عليه وحف به قومه وقالوا له‏:‏ يا أبا عمرو حلفاؤك ومواليك وأهل النكاية ومن قد علمت‏.‏ فلم يرجع إليهم شيئاً ولا يلتفت إليهم حتى إذا دنا من دورهم التفت إلى قومه فقال‏:‏ قد أنا لي أن لا يأخذني في الله لومة لائم‏.‏ قال‏:‏ قال أبو سعيد‏:‏ فلما طلع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏قوموا إلى سيدكم فأنزلوه‏"‏‏.‏ قال عمر‏:‏ سيدنا الله‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏أنزلوه‏"‏‏.‏ فأنزلوه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏احكم فيهم‏"‏‏.‏ قال سعد‏:‏ فإني أحكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم وتسبي ذراريهم وتقسم أموالهم‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لقد حكمت فيهم بحكم الله عز وجل وحكم رسوله‏"‏‏.‏

قال‏:‏ ثم دعا سعد فقال‏:‏ اللهم إن كنت أبقيت على نبيك من حرب قريش شيئاً فأبقني لها وإن كنت قطعت الحرب بينه وبينهم فاقبضني إليك‏.‏

قالت‏:‏ فانفجر كلمه ‏(‏جرحه‏)‏ وكان قد برأ إلا مثل الخرص‏.‏ قالت‏:‏ ورجع إلى قبته التي ضرب عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ قالت عائشة‏:‏ فحضره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر‏.‏ قالت‏:‏ فوالذي نفس محمد بيده إني لأعرف بكاء عمر من بكاء أبي بكر وأنا في حجرتي وكانوا كما قال الله عز وجل‏:‏ ‏{‏رحماء بينهم‏}‏‏.‏

قال علقمة‏:‏ فقلت‏:‏ أي أمه فكيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع‏؟‏ قالت‏:‏ كانت عينه لا تدمع على أحد ولكنه كان إذا وجد فإنما هو آخذ بلحيته‏.‏

قلت‏:‏ في الصحيح بعضه‏.‏

رواه أحمد وفيه محمد بن عمرو بن علقمة وهو حسن الحديث،وبقية رجاله ثقات‏.‏

10156-وعن عروة - يعني ابن الزبير - أن سعد بن معاذ رمى يوم الخندق رمية فقطعت الأكحل من عضده،فزعموا أنه رماه حبان بن قيس أحد بني عامر بن لؤي أحد بني العرقة،وقال آخرون‏:‏ رماه أبو أسامة الجشمي‏.‏

فقال سعد بن معاذ‏:‏ رب اشفني من بني قريظة قبل الممات فرقأ ‏(‏التأم‏)‏ الكلم بعد ما انفجر‏.‏

قال‏:‏ وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على بني قريظة حتى سألوه أن يجعل بينه وبينهم حكماً ينزلون على حكمه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏اختاروا من أصحابي من أردتم فليستمع لقوله‏"‏‏.‏ فاختاروا سعد بن معاذ فرضي رسول الله صلى الله عليه وسلم به،وسلموا وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأسلحتهم فجعلت في بيت وأمر بهم فكتفوا وأوثقوا فجعلوا في دار أسامة بن زيد وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد بن معاذ فأقبل على حمار أعرابي يزعمون أن وطاء بردعته من ليف واتبعه رجل من بني عبد الأشهل فجعل يمشي معه يعظم حق بني قريظة ويذكر حلفهم والذي أبلوه يوم بعاث وإنهم اختاروك على من سواك رجاء عطفك وتحننك عليهم فاستبقهم فانهم لك جمال وعدد،فأكثر ذلك الرجل ولم يحر إليه سعد شيئاً حتى دنوا فقال له الرجل‏:‏ ألا ترجع إلي شيئاً‏؟‏ فقال‏:‏ والله لا أبالي في الله لومة لائم،فيفارقه الرجل فأتى إلى قومه قد يئس من أن يستبقهم فأخبرهم بالذي كلمه به والذي رجع إليه سعد،ونفد سعد حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏يا سعد احكم بيننا وبينهم‏"‏‏.‏ فقال سعد‏:‏ أحكم فيهم بأن

تقتل مقاتلتهم ويقسم سببهم وتؤخذ أموالهم وتسبى ذراريهم ونساؤهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏حكم فيهم سعد بحكم لله‏"‏‏.‏

ويزعم ناس أنهم نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم الحكم فيهم إلى سعد بن معاذ فأخرجوا رسلاً رسلاً فضربت أعناقهم وأخرج حيي بن أحطب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏هل أخزاك الله‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ قد ظهرت على وما ألوم نفسي فيك‏.‏ فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخرج إلى أحجار الريب التي بالسوق فضربت عنقه كل ذلك بعين سعد بن معاذ وزعموا أنه كان برئ كلم سعد وتحجر بالبرء ثم إنه دعا فقال‏:‏ اللهم رب السماوات والأرض فإنه لم يكن قوم أبغض إلي من قوم كذبوا رسولك وأخرجوه وإني أظن أن قد وضعت الحرب بيننا وبينهم فان كان قد بقي بيننا وبينهم قتال فأبقني أقاتلهم فيك وإن كنت قد وضعت الحرب بيننا وبينهم فافجر هذا المكان واجعل موتي فيه ففجره الله تبارك وتعالى وأنه كرى قد بين ظهري الليل فما دروا أنه قد مات وما رقأ الكلم حتى مات‏.‏

قلت‏:‏ في الصحيح بعضه عن عائشة متصل الإسناد‏.‏

رواه الطبراني مرسلاً وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف‏.‏

10157-وعن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم الأحزاب وقد جمعوا له جموعاً كثيرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏لا يغزوكم بعدها أبداً ولكن تغزوهم‏"‏‏.‏

رواه البزار ورجاله ثقات‏.‏

10158-وعن ابن عباس قال‏:‏

أتت الصبا الشمال ليلة الأحزاب فقال‏:‏ مري حتى ننصر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت الشمال‏:‏ إن الحرة لا تسري بالليل فكانت الريح التي نصر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبا‏.‏

رواه البزار ورجاله رجال الصحيح‏.‏

10159-وعن ابن عباس قال‏:‏ رمى سعد بن معاذ رضي الله عنه قريظة والنضير فقطع أكحله فحسمه رسول الله صلى الله عليه وسلم فتعفر وانتقض فحسمه الثانية فقال سعد‏:‏ اللهم لا تنزع نفسي حتى تقر عيني من بني قريظة والنضير‏.‏

رواه الطبراني وفيه عبد الكريم أبو أمية وهو ضعيف‏.‏

10160-وعن محمد بن مسلمة قال‏:‏ لما حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني قريظة وجدت الأوس من ذلك‏.‏ فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى كل دار من دور الأوس بأسيرين أسيرين وأرسل إلى بني حارثة بأسيرين‏.‏

رواه الطبراني وفيه ذؤيب بن عمامة وهو ضعيف‏.‏

10161-وعن حذيفة قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏شغلونا عن صلاة العصر‏"‏ - ولم يصلها يومئذ حتى غابت الشمس - ‏"‏ملأ الله قبورهم ناراً أو قلوبهم ناراً أو بيوتهم ناراً‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه أحمد ولم أعرفه،وبقية رجاله ثقات‏.‏

10162-وعن البراء بن عازب قال‏:‏ مر أبو سفيان ومعاوية خلفه وكان رجلاً مستمداً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏اللهم عليك بصاحب الأسنمة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه ابن إسحاق وهو مدلس‏.‏

10163-وعن كعب بن مالك قال‏:‏ لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من طلب الأحزاب فنزل المدينة وضع لأمته واغتسل واستجمر‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات‏.‏

10164-وعن كعب بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رجع طلب الأحزاب رجع فنزع لأمته واغتسل واستجمر‏.‏

زاد دحيم في حديثه‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏فنزل جبريل عليه السلام فقال‏:‏ عذيرك من محارب ألا أراك قد وضعت اللأمة وما وضعناها بعد‏"‏‏.‏ فوثب رسول الله صلى الله عليه وسلم فزعاً فعزم على الناس ألا يصلوا العصر إلا في بني قريظة،فلبسوا السلاح وخرجوا فلم يأتوا بني قريظة حتى غربت الشمس واختصم الناس في صلاة العصر فقال بعضهم‏:‏ صلوا فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يرد أن تتركوا الصلاة،وقال بعضهم‏:‏ عزم علينا أن لا نصلي حتى نأتي بنى قريظة وإنما نحن في عزيمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فليس علينا إثم فصلت طائفة العصر إيماناً واحتساباً وطائفة لم يصلوا حتى نزلوا بني قريظة بعد ما غربت الشمس فصلوها إيماناً واحتساباً فلم يعنف رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدة من الطائفتين‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير ابن أبي الهذيل وهو ثقة‏.‏

10165-وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع صوت رجل فوثب وثبة شديدة وخرج إليه فاتبعه فإذا هو متكئ معتم مرخ عمامته بين كتفيه فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت‏:‏ وثبت

وثبة وخرجت فإذا هو دحية الكلبي قال‏:‏ ‏"‏ورأيته‏؟‏‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ نعم‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏ذاك جبريل عليه السلام أمرني أن أخرج إلى بني قريظة‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ هو في الصحيح باختصار‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه مقدام بن داود وهو ضعيف‏.‏

10166-وعن أبي رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غدا إلى بني قريظة على حمار عري يقال له‏:‏ يعفور‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات‏.‏

10167-وعن ابن عباس قال‏:‏ خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج إلى بني قريظة على حمار ومعه جبريل عليه السلام على بغلة بيضاء تحته قطيفة من استبرق خملها اللؤلؤ فقال‏:‏ يا محمد أما والذي بعثك بالحق لا أنزل عنها حتى تفتح لك ولأرضها كما ترض البيضة على الصفوان‏.‏ فقال ابن عباس‏:‏ فلم يرجع حتى فتحت عليه‏.‏

رواه الطبراني عن شيخه المقدام بن داود وهو ضعيف‏.‏

10168-وعن اسلم الأنصاري قال‏:‏ جعلني رسول الله صلى الله عليه وسلم على أسرى قريظة فكنت أنظر إلى فرج الغلام فإن رأيته قد أنبت ضربت عنقه وإن لم أره قد أنبت جعلته في مغانم المسلمين‏.‏

رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه جماعة لم أعرفهم‏.‏

10169-وعن عائشة قالت‏:‏ كان الزبير رجلاً أعمى فقال ثابت بن قيس بن شماس لرسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ إن الزبير منّ عليّ يوم بعاث فأعتقني فهبه لي أجزه،فقال‏:‏ ‏"‏هو لك‏"‏‏.‏ فقال للزبير‏:‏ هل تعرفني‏؟‏ قال‏:‏ نعم أنت ثابت بن قيس قال‏:‏ إني أمنّ

عليك كما مننت علي يوم بعاث قال‏:‏ هل تنفعني‏؟‏ أين أهلي‏؟‏ فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ هب لي أهله،قال‏:‏ فوهب له أهله فأتاه فأخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رد له أهله قال‏:‏ يا ابن أخي ما ينفعني أن نعيش أجسادا‏؟‏ أين المال‏؟‏ فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ هب لي ماله،قال‏:‏ ‏"‏ولك ماله‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فرجع إليه فقال‏:‏ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رد عليك مالك وقد أراد الله تعالى بك خيراً‏.‏ قال‏:‏ يا ابن أخي ما فعل حيي بن أخطب سيد الحاضر والباد‏؟‏ قال‏:‏ قد قتل،قال‏:‏ يا ابن أخي ما فعل زيد بن روطا حامية اليهود‏؟‏ قال‏:‏ قد قتل،قال‏:‏ ما فعل كعب بن أشطا الذي بطل عذارى الحي تنغمز من حشيه‏؟‏ قال‏:‏ قد قتل،قال‏:‏ ما فعل المحمسان‏؟‏ قال‏:‏ هما كأمس الذاهب،قال‏:‏ فما بيني وبين لقاء الأحبة إلا كإفراغ الدلو أسألك بيدي عندك إلا ألحقتني بالقوم،قال‏:‏ فقتله‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف‏.‏

  باب فيمن استشهد يوم الخندق

10170-عن ابن شهاب قال‏:‏ استشهد يوم الخندق من الأنصار‏:‏ أنس بن معاذ بن أوس بن عبد عمرو‏.‏

ومن الأنصار ثم من بني سلمة‏:‏ ثعلبة بن عتمة‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح،وقد تقدم حديث سعد بن معاذ والقرينان‏.‏

  باب تاريخ الخندق

10171-عن محمد بن إسحاق قال‏:‏

كانت الخندق في شوال سنة خمس وفيها مات سعد بن معاذ رضي الله عنه‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

 باب غزوة المريسيع وهي غزوة بني المصطلق

10172-عن سنان بن وبرة قال‏:‏ كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة المريسيع - غزوة بني المصطلق - فكان شعارهم‏:‏ يا منصور أمت أمت‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط والكبير وإسناد الكبير حسن‏.‏

10173-وعن محمد بن إسحاق قال‏:‏ حدثني عاصم بن عمر بن قتادة وعبد الله بن أبي بكر ومحمد بن يحيى بن حيان كل قد حدثني ببعض حديث بني المصطلق قال‏:‏

بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن بني المصطلق يجمعون له فأمدهم الحارث بن أبي ضرار أبو جويرية بنت الحارث زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إليهم حتى لقيهم على ماء لهم يقال له‏:‏ المريسيع من ناحية قديد إلى الساحل فتزاحف الناس واقتتلوا فهزم الله بني المصطلق وقتل الحارث بن أبي ضرار أبا جويرية وقتل من قتل منهم ونفل رسول الله صلى الله عليه وسلم أبناءهم ونساءهم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أصاب منهم سبياً كثيراً قسمه بين المسلمين وكان فيما أصاب يومئذ من النساء جويرية بنت أبي ضرار سيدة قومها‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

10174-وعن محمد بن إسحاق قال‏:‏ كانت غزوة بني المصطلق في شعبان سنة ست وخرج في تلك الغزوة بعائشة معه أقرع بين نسائه فخرج سهمها في تلك الغزوة قال فيها أهل الإفك ما قالوا فأنزل الله عز وجل براءتها‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

10175-وعن شباب العصفري قال‏:‏ سنة ست من الهجرة كانت غزوة بني المصطلق وفي هذه الغزوة قال فيها أهل الإفك ما قالوا ونزل فيها القرآن‏:‏ ‏{‏إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم‏}‏ الآية‏.‏

رواه الطبراني عن شيخه موسى بن زكريا التستري وهو متروك‏.‏

 باب غزوة ذي قُرَد

10176-عن سلمة بن الأكوع قال‏:‏ غدا عيينة بن حصن بن حذيفة على لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستاقها‏.‏ قال سلمة‏:‏ فخرجت بقوسي ونبلى وكنت أرمي الصيد حتى إذا كنت بثنية الوداع نظرت فإذا هم يطردونها فغدوت في الخيل في سلع ثم صحت‏:‏ يا صباحاه فانتهى صياحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فصيح في الناس‏:‏ الفزع الفزع وخرجت أرميهم وأقول‏:‏ خذها وأنا ابن الأكوع فلم أنشب أن رأيت خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تخلل الشجر فلحقتهم ثمانية فرسان وكان أول من لحقهم أبو قتادة بن ربعي فطعن رجلاً من بني فزارة يقال له‏:‏ سعد فنزع برده فجلله إياها ثم مضى في أثر العدو مع الفرسان فمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد فزع الناس وهم يقولون‏:‏ أبو قتادة مقتول‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ليس بأبي قتادة ولكنه قتيل أبي قتادة خلوا عنه وعن سلبه‏"‏‏.‏ وقال‏:‏ ‏"‏أمعنوا في طلب القوم‏"‏‏.‏ فأمعنوا فاستنقذوا ما استنقذوا من اللقاح وذهبوا بما بقي‏.‏

قال محمد بن طلحة‏:‏ وفي الحديث وكان يسميهم‏:‏ الذين خرجوا في طلب اللقاح‏:‏ عكاشة بن محصن‏.‏

والمقداد ببن عمرو‏]‏ وهو الذي يقال له‏:‏ ابن الأسود حليف بني زهرة‏.‏

ومحرز بن نضلة الأسدي حليف بني عبد شمس قيل‏:‏ لم يقتل من القوم غيره‏.‏

ومن الأنصار‏:‏ سعد بن زيد الأشهلي وهو أمير القوم وعباد بن بشر الأشهلي وظهير بن عمرو الحارثي وأبو قتادة بن ربعي ومعاذ بن ماعص الزرقي‏.‏

وكان أبو عياش الزرقي أحد النفر الخمسة‏.‏ قال‏:‏ أقبلت على فرس لي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏يا أبا عياش لو أعطيت هذا الفرس من هو أفرس منك‏"‏‏.‏ قال‏:‏ قلت‏:‏ أنا أفرس العرب فما جرى الفرس خمسين ذراعاً طرحني وكسر رجلي،فقلت‏:‏ صدق الله ورسوله فحملت على فرسي ابن عمي معاذ بن ماعص الزرقي‏.‏

قلت‏:‏ في الصحيح بعضه‏.‏

رواه الطبراني وفيه موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي وهو ضعيف‏.‏

 باب الحديبية وعمرة القضاء

10177-عن أبي سعيد الخدري أنه قال‏:‏ خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بعسفان قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن عيون المشركين الآن على ضجنان فأيكم يعرف طريق ذات الحنظل‏؟‏‏"‏‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أمسى‏:‏ ‏"‏هل من رجل ينزل فيسعى بين يدي الركاب‏؟‏‏"‏‏.‏ فقال رجل‏:‏ أنا يا رسول الله فنزلت فجعلت الحجارة تنكبه والشجر يتعلق بثيابه فقال

رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏اركب‏"‏ ثم نزل آخر فجعلت الحجارة ‏[‏تنكبه‏]‏ والشجر يتعلق بثيابه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏اركب‏"‏‏.‏ ثم وقعنا على الطريق حتى سرنا في ثنية يقال لها‏:‏ الحنظل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ما مثل هذه الثلاثة إلا كمثل الباب الذي دخل فيه بنو إسرائيل ‏{‏وإذ قلنا ادخلوا الباب سجداً وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم‏}‏ لا يجوز أحد الليلة هذه الثنية إلا غفر له‏"‏‏.‏ فجعل الناس يسرعون ويجوزون وكان آخر من جاز قتادة بن النعمان في آخر القوم‏.‏

قال‏:‏ فجعل الناس يركب بعضهم بعضاً حتى تلاحقنا‏.‏

قال‏:‏ فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزلنا‏.‏

رواه البزار ورجاله ثقات‏.‏

10178-وعن جندب بن ناجية أو ناجية بن جندب قال‏:‏ لما كنا بالغميم لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر قريش أنها بعثت خالد بن الوليد في جريدة خيل تتلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلقاهم وكان بهم رحيماً فقال‏:‏ ‏"‏هل من رجل يعدلنا عن الطريق‏؟‏‏"‏‏.‏ فقلت‏:‏ أنا بأبي أنت‏.‏ فأخذت بهم في طريق قد كان بها حزن فدافد وعقاب فاستوت بنا الأرض حتى أنزله على الحديبية وهي نزح فألقى سهماً أو سهمين من كنانته ثم بصق فيها ثم دعا ففارت عيوناً حتى إني لأقول أو نقول‏:‏ لو شئنا لاغترفنا بأيدينا‏.‏

رواه الطبراني وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف‏.‏

10179-وعن محمد بن إسحاق أن الذي نزل في القليب بسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية ناجية بن جندب بن

عمير بن معمر بن حازم بن عمرو بن واثلة بن سهم بن مازن بن سلامان بن أسلم بن أفصى بن حارثة وهو سائق بدن رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

10180-وعن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم لما كان يوم الحديبية قال‏:‏

‏"‏لا توقدوا ناراً بليل‏"‏‏.‏ فلما كان بعد ذلك قال‏:‏ ‏"‏أوقدوا واصطنعوا فإنه لا يدرك قوم بعدكم صاعكم ولا مدكم‏"‏‏.‏

رواه أحمد ورجاله ثقات‏.‏

10181-وعن يزيد بن مالك عن أبيه أنه شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الشجرة ويوم الهدي معكوفاً قبل أن يبلغ محله وأن رجلاً من المشركين قال‏:‏ يا محمد ما يحملك على أن تدخل هؤلاء علينا ونحن كارهون‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏هؤلاء خير منك ومن أجدادك يؤمنون بالله واليوم الآخر والذي نفسي بيده لقد رضي الله عنهم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه إسحاق بن إدريس وهو متروك‏.‏

10182-وعن عبد الله بن مغفل المزني قال‏:‏ كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بالحديبية في أصل الشجرة التي قال الله عز وجل في القرآن وكان يقع من أغصان الشجرة على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم وعلي بن أبي طالب وسهيل بن عمرو بين يديه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي عليه السلام‏:‏ ‏"‏اكتب بسم الله الرحمن الرحيم‏"‏‏.‏ فأخذ سهيل بيده فقال‏:‏ ما نعرف الرحمن الرحيم اكتب في قضيتنا ما نعرف،فقال‏:‏ ‏"‏اكتب باسمك اللهم‏"‏ فكتب ‏"‏هذا ما صالح عليه محمد رسول الله أهل مكة‏"‏ فأمسك سهيل بن عمرو بيده فقال‏:‏ لقد ظلمناك إن كنت رسوله اكتب في قضيتنا ما نعرف‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏اكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله بن

عبد المطلب وأنا رسول الله‏"‏‏.‏ فكتب فبينا نحن كذلك خرج علينا ثلاثون شاباً عليهم السلاح فثاروا في وجوهنا فدعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ الله أبصارهم فقمنا إليهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏هل جئتم في عهد أحد‏؟‏ أو هل جعل لكم ‏[‏أحد‏]‏ أماناً‏؟‏‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ لا،فخلى سبيلهم فأنزل الله عز وجل‏:‏ ‏{‏وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم وكان الله بما تعملون بصيراً‏}‏‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

10183-وعن عمر - يعني ابن الخطاب - أنه قال‏:‏ اتهموا الرأي على الدين - فذكر الحديبية إلى أن قال‏:‏ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكتب بينه وبين أهل مكة فقال‏:‏ ‏"‏اكتب بسم الله الرحمن الرحيم‏"‏‏.‏ فقالوا‏:‏ لو نرى ذلك صدقنا ولكن اكتب كما كنت تكتب باسمك اللهم قال‏:‏ فرضي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبيت حتى قال لي‏:‏ ‏:‏يا عمر تراني قد رضيت وتأبى‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فرضيت‏.‏

قلت‏:‏ حديث عمر في الصحيح بغير هذا السياق‏.‏

رواه البزار ورجاله رجال الصحيح‏.‏

10184-وعن ابن عمر قال‏:‏ دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية الناس للبيعة فقام أبو سنان بن محصن فقال‏:‏ يا رسول الله أبايعك على ما في نفسك قال‏:‏ ‏"‏وما في نفسك‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ أضرب بسيفي بين يديك حتى يظهرك الله أو أقتل‏.‏ فبايعه وبايع الناس على بيعة أبي سنان‏.‏

رواه الطبراني وفيه عبد العزيز ابن عمران وهو متروك‏.‏

10185-وعن عطاء بن أبي رباح قال‏:‏ قلت لابن عمر‏:‏ أشهدت بيعة الرضوان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ قال‏:‏ فما كان عليه‏؟‏ قال‏:‏ قميص من قطن وجبة محشوة ورداء وسيف ورأيت النعمان بن مقرن المزني قائماً على رأسه وقد رفع أغصان الشجرة عن رأسه يبايعونه‏.‏

قلت‏:‏ لابن عمر حديث في الحديبية غير هذا‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه إسماعيل بن يحيى بن عبد الله التيمي وهو ضعيف‏.‏

10186-وعن عبد الله بن مغفل قال‏:‏ إني لمن أحد الرهط الذين ذكر الله جل ثناؤه‏:‏ ‏{‏لا أجد ما أحملكم عليه‏}‏ قال‏:‏ إني لآخذ ببعض أغصان الشجرة التي بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس تحتها أظله قال‏:‏ فبايعناه على أن لا نفر‏.‏

رواه الطبراني وإسناده جيد إلا أن الربيع بن أنس قال‏:‏ عن أبي العالية أو عن غيره‏.‏

10187-وعن عبد الله بن السائب أن النبي صلى الله عليه وسلم عام الحديبية حين أخبره عثمان أن سهيلاً أرسله إليه قومه فصالحوه على أن يرجع عنهم هذا العام ويخلوها قابلاً ثلاثاً فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏سهيل سهل عليكم الأمر‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه مؤمل بن وهب المخزومي تفرد عنه ابنه عبد الله وقد وثق،وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

10188-وعن ابن عمر قال‏:‏

كانت الهدنة بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين أهل مكة بالحديبية أربع سنين‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات‏.‏

10189-وعن ابن شهاب قال‏:‏ لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرة القضاء أمر أصحابه فقال‏:‏ ‏"‏اكشفوا عن المناكب واسعوا في الطواف‏"‏‏.‏ ليرى المشركين جلدهم وقوتهم وكان يكيدهم لكل ما استطاع فانكفأ أهل مكة الرجال والنساء والصبيان ينظرون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهم يطوفون بالبيت وعبد الله بن رواحة يرتجز بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم متوشحاً بالسيف يقول‏.‏

خلوا بني الكفار عن سبيله

أنا الشـهيدُ أنهُ رسـوله

قد نزّل الرحـمن في تنـزيله

في صحـف تتلى على رسوله

فاليومَ نضربكمْ على تأويله

كمـا ضربناكم على تنزيله

ضرباً يزيلُ الهامَ عن مقيله

ويـذهلُ الخليلَ عن خليله

وتغيب رجال من أشراف المشركين كراهية أن ينظروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم غيظاً وحنقاً ونفاسة وحسداً خرجوا إلى نواحي مكة فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم نسكه وأقام ثلاثاً‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

 باب غزوة خيبر

10190-عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عمرو بن الطفيل إلى خيبر يستمد له قومه فقال‏:‏

‏"‏يا عمرو انطلق فاستمد لنا قومك‏"‏‏.‏ قال عمرو‏:‏ يا رسول الله أرسلتني وقد نشب القتال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أما ترضى أن تكون رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو ضعيف‏.‏

10191-وعن أبي أمامة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏تجهزوا إلى هذه القرية الظالم أهلها - يعني خيبر - فإن الله عز وجل فاتحها عليكم إن شاء الله ولا يخرجن معي مصعب ولا مضعف‏"‏‏.‏ فانطلق أبو هريرة إلى أمه فقال‏:‏ جهزيني فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمرنا بالجهاز للغزو قالت‏:‏ تنطلق وقد علمت ما أدخل ‏[‏المرفق‏]‏ إلا وأنت معي قال‏:‏ ما كنت لأتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ فأخرجت ثديها فناشدته بما رضع من لبنها فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم سراً فقال‏:‏ ‏"‏انطلقي قد كفيت‏"‏‏.‏ فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا رسول الله أرى إعراضك عني لا أرى ذلك إلا لشيء بلغك‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏أنت الذي ناشدتك أمك وأخرجت ثديها تناشدك بما رضعت من لبنها أيحسب أحدكم إذا كان عند أبويه أو أحدهما إنه ليس في سبيل الله‏؟‏‏!‏ بل هو في سبيل الله إذا برهما وأدى حقهما‏"‏‏.‏ قال أبو هريرة‏:‏ لقد مكثت بعد هذا سنين ما أغزو حتى ماتت،وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة فسار معه فتى من بنى عامر على بكر له صعب فجعل يسير في ناحية الطريق والناس فوقع بعيره في حفيرة فصاح‏:‏ يا آل عامر فارتعص هو وبعيره فجاء قومه فاحتملوه وسار رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى خيبر فنزل عليها فدعا الطفيل بن الحارث الخزاعي فقال‏:‏ ‏"‏انطلق إلى قومك واستمدهم على هذه القرية الظالم أهلها فإن الله عز وجل سيفتحها عليكم إن شاء الله‏"‏‏.‏ فقال الطفيل‏:‏ يا رسول الله تبعدني منك فوالله لأن أموت وأنا يومئذ منك قريب أحب إلى من الحياة وأنا منك

بعيد فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إنه لابد مما لابد منه فانطلق‏"‏‏.‏ فقال‏:‏ يا رسول الله لعلى لا ألقاك فزودني شيئاً أعيش به قال‏:‏ ‏"‏أتملك لسانك‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فما أملك إذا لم أملك لساني‏؟‏‏!‏ قال‏:‏ ‏"‏أتملك يدك‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فما أملك إذا لم أملك يدي‏؟‏‏!‏ قال‏:‏ ‏"‏فلا تقل بلسانك إلا معروفاً ولا تبسط يدك إلا إلى خير‏"‏‏.‏

قال ابن أبي كريمة‏:‏ ووجدت في كتاب أبي عبد الرحيم بخطه في هذا الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أفش السلام وابذل الطعام واستحي الله كما تستحي رجلاً من رهطك ذي هيبة وليحسن خلقك وإذا أسأت فأحسن إن الحسنات يذهبن السيئات‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه علي بن يزيد وهو ضعيف‏.‏

10192-وعن حسيل بن خارجة الأشجعي قال‏:‏ قدمت المدينة في جلب أبيعه فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏أجعل لك عشرين صاعاً من تمر على أن تدل أصحابي على طريق خيبر‏"‏‏.‏ ففعلت فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر وفتحها جئت فأعطاني العشرين ثم أسلمت‏.‏

رواه الطبراني وفيه عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف‏.‏

10193-وعن ‏[‏نصر بن‏]‏ دهر الأسلمي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في مسيرة إلى خيبر لعامر بن الأكوع وهو عم سلمة بن عمرو بن الأكوع وكان اسم الأكوع سنان‏:‏

‏"‏انزل يا ابن الأكوع فخذ لنا من هنياتك‏"‏‏.‏

قال‏:‏ فنزل يرتجز برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏.‏

والله لولا الله ما اهتدينا

ولا تصدقنـا ولا صلينا

إنا إذا قـوم بغوا علينا

وإنْ أرادواْ فتـنةً أبينا

فأنـزلن سـكينةً علينا

وثبتِ الأقدامَ إنْ لاقينا

رواه أحمد والطبراني وزاد‏:‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏يرحمك الله‏"‏‏.‏ فقال عمر‏:‏ وجبت والله يا رسول الله لو امتعتنا به فقتل يوم خيبر شهيداً‏.‏

ورجالهما ثقات‏.‏

10194-وعن أبي طلحة قال‏:‏ صبح النبي صلى الله عليه وسلم خيبر وقد أخذوا مساحيهم ‏[‏ومكاتلهم‏]‏ وغدوا إلى حروثهم ‏[‏وأراضيهم‏]‏ فلما رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم معه الجيش نكصوا مدبرين فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏الله أكبر الله أكبر خربت خيبر ‏إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين‏‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني بأسانيد ورجال أحمد رجال الصحيح‏.‏

10195-وعن أبي طلحة قال‏:‏ كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏[‏فلو قلت‏:‏ إن ركبتي تمس ركبته‏]‏ فسكت عنهم حتى إذا كان عند السحر وذهب ذو الضرع إلى ضرعه وذو الزرع إلى زرعه أغار

عليهم وقال‏:‏ ‏‏إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين‏‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

10196-عن عبد الله بن أبي أوفى قال‏:‏ أغار رسول الله صلى الله عليه وسلم على خيبر وهم غارّون فقالوا‏:‏ محمد والخميس‏.‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏الله أكبر خربت خيبر ‏إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين‏‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه عبد الله بن محمد بن المغيرة وهو ضعيف‏.‏

10197-وعن أبي اليسر كعب بن عمرو قال‏:‏ والله إني لمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر عشية إذ أقبلت غنم لرجل من اليهود يريد حصنهم ونحن محاصروهم إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من رجل يطعمنا من هذه الغنم‏؟‏‏"‏‏.‏ قال أبو اليسر‏:‏ قلت‏:‏ أنا يا رسول الله قال‏:‏ ‏"‏فافعل‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فخرجت أشتد مثل الظليم فلما نظر إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم مولياً قال‏:‏ ‏"‏اللهم أمتعنا به‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فأدركت الغنم وقد دخل أوائلها الحصن فأخذت شاتين من آخرها فاحتضنتهما تحت يدي ثم أقبلت بهما أشتد كأنه ليس معي شيء حتى ألقيتهما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فذبحوهما وأكلوهما فكان أبو اليسر من آخر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هلاكاً وكان إذا حدث بهذا الحديث بكى ثم قال‏:‏ أمتعوا بي لعمري حتى كنت آخرهم‏.‏

رواه أحمد عن بعض رجال بني سلمة عنه،وبقية رجاله ثقات‏.‏

10198-وعن سلمة بن الأكوع أن عمه ضرب رجلاً من المشركين فقتله وجرح نفسه فأنشأ يقول‏:‏ قتلت نفسي فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏له أجران‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم‏.‏

10199-وعن جابر بن عبد الله الأنصاري قال‏:‏ خرج مرحب اليهودي من حصنهم قد جمع سلاحه يرتجز ويقول‏:‏

قد علمت خيبر أني مرحب

شاكي السلاح بطل مجرب

أطعنُ أحياناً وحيناً أضرب

إذا اللـيوثُ أقبلت تلهب

‏[‏وأحجبت عن صولة المجرب‏]‏

كأن حماي الحمى لا يقرب

وهو يقول‏:‏ من يبارز‏؟‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من لهذا‏؟‏‏"‏‏.‏ فقال محمد بن مسلمة‏:‏ أنا له يا رسول الله الموتور الثائر،قتلوا أخي بالأمس قال‏:‏ ‏"‏فقم إليه،اللهم أعنه عليه‏"‏‏.‏ فلما دنا أحدهما من صاحبه دخلت بينهما شجرة غمرته من شجر العشر فجعل أحدهما يلوذ بها من صاحبه كلما لاذ بها منه اقتطع بسيفه ما دونه حتى برز كل واحد منهما لصاحبه وصارت بينهما كالرجل القائم ما فيها من فنن

حمل مرحب على محمد فضربه فاتقاه بالدرقة فوقع سيفه فيها فعصب به فأمسكه وضربه محمد بن مسلمة حتى قتله‏.‏

رواه أحمد وأبو يعلى ورجال أحمد ثقات‏.‏

10200-وعن بريدة الأسلمي قال‏:‏ لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بحضرة أهل خيبر أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم اللواء عمر بن الخطاب ونهض ‏[‏معه‏]‏ من نهض من المسلمين فلقوا أهل خيبر وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله‏"‏‏.‏ فلما كان الغد دعا علياً وهو أرمد فتفل في عينيه وأعطاه اللواء ونهض الناس معه فلقوا أهل خيبر وكان مرحب يرتجز بين أيديهم ويقول‏:‏

قد علمت خيبر أني مرحب

شاكي السلاحِ بطلٌ مجرب

أطعن أحياناً وحيناً أضرب

إذا الليوثُ أقبـلتْ تلهب

قال‏:‏ فاختلفا ضربتين فضربه علي على هامته حتى عض السيف منها أضراسه وسمع أهل العسكر صوت ضربته وما تتام آخر الناس مع علي حتى فتح له ولهم‏.‏

رواه أحمد والبزار وفيه ميمون أبو عبد الله وثقه ابن حبان وضعفه جماعة،وبقية رجاله ثقات‏.‏

10201-وعن بريدة قال‏:‏ حاصرنا خيبر فأخذ اللواء أبو بكر فانصرف ولم يفتح له ثم أخذه من الغد

عمر فخرج فرجع ولم يفتح له وأصاب الناس يومئذ شدة وجهد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إني دافع اللواء غداً إلى رجل يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله لا يرجع حتى يفتح له‏"‏‏.‏ وبتنا طيبة أنفسنا أن الفتح غداً فلما أن أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الغداة ثم قام قائماً فدعا باللواء والناس على مصافهم فدعا علياً وهو أرمد فتفل في عينيه ودفع إليه اللواء وفتح له قال بريدة‏:‏ وأنا فيمن تطاول لها‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

10202-وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ الراية فهزها ثم قال‏:‏ ‏"‏من يأخذها بحقها‏؟‏‏"‏‏.‏ فجاء فلان فقال‏:‏ ‏"‏أمط‏"‏‏.‏ ثم جاء رجل آخر فقال‏:‏ ‏"‏أمط‏"‏‏.‏ ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏والذي كرم وجه محمد صلى الله عليه وسلم لأعطينها رجلاً لا يفر،هاك يا علي‏"‏‏.‏ فانطلق حتى فتح الله عليه خيبر وفدك وجاء بعجوتهما وقديدهما‏.‏

رواه أحمد ورجاله ثقات‏.‏

10203-وعن علي عليه السلام قال‏:‏ أتينا خيبر فلما أتاهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عمر ومعه الناس فلم يلبثوا أن هزموا عمر وأصحابه فقال‏:‏ ‏"‏لأبعثن إليهم رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يقاتلهم حتى يفتح الله له‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فتطاول الناس لها ومدوا أعناقهم قال‏:‏ فمكث رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة فقال‏:‏ ‏"‏أين علي‏؟‏‏"‏‏.‏ فقالوا‏:‏ هو أرمد قال‏:‏ ‏"‏ادعوه لي‏"‏ فلما أتيته فتح عيني ثم تفل فيها ثم أعطاني اللواء قال‏:‏ فانطلقت حتى أتيتهم فإذا فيهم مرحب يرتجز حتى التقينا

فهزمه الله وانهزم أصحابه وتحصنوا وأغلق الباب فأتينا الباب فلم أزل أعالجه حتى فتحه الله‏.‏

رواه البزار وفيه نعيم بن حكيم وثقه ابن حبان وغيره وفيه لين‏.‏

10204-وعن جابر بن عبد الله قال‏:‏ لما كان يوم خيبر بعث رجلاً فجبن فجاء محمد بن مسلمة فقال‏:‏ يا رسول الله لم أر كاليوم قط قتل محمود بن مسلمة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لا تمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية فإنكم لا تدرون ما تبتلون به منهم،وإذا لقيتموهم فقولوا‏:‏ اللهم أنت ربنا وربهم ونواصينا ونواصيهم بيدك وإنما تقتلهم أنت ثم الزموا الأرض جلوساً فإذا غشوكم فانهضوا وكبروا‏"‏‏.‏ ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لأبعثن غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبانه لا يولي الدبر‏"‏‏.‏ فلما كان من الغد بعث علياً وهو أرمد شديد الرمد فقال‏:‏ ‏"‏سر‏"‏‏.‏ فقال‏:‏ يا رسول الله الله ما أبصر موضع قدمي قال‏:‏ فتفل في عينيه وعقد له اللواء ودفع إليه الراية فقال علي‏:‏ على ما أقاتلهم يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏على أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فإذا فعلوا ذلك فقد حقنوا دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله تعالى‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الصغير وفيه الخليل بن مرة قال أبو زرعة‏:‏ شيخ صالح وضعفه جماعة‏.‏

قلت‏:‏ وبقية هذه الأحاديث تأتي في مناقب علي رضي الله عنه‏.‏

10205-وعن علي قال‏:‏ لما قتلت مرحباً جئت برأسه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

رواه أحمد وفيه ابن قابوس ولم أعرفه،وبقية رجاله وثقوا وفيهم ضعف‏.‏

10206-وعن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ خرجنا مع علي حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم برايته فلما دنا من الحصن خرج إليه أهله فقاتلهم فضربه رجل من يهود فطرح ترسه من يده فتناول علي رضي الله عنه باباً كان عند الحصن فتترس به عن نفسه فلم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح الله عليه ثم ألقاه من يده حين فرغ فلقد رأيتني في نفر معي سبعة أنا ثامنهم نجهد على أن نقلب ذلك الباب فما نقلبه‏.‏

رواه أحمد وفيه راو لم يسم‏.‏

10207-وعن أم سلمة - وكانت في غزوة خيبر - قالت‏:‏ سمعت وقع السيف في أسنان مرحب‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

10208-وعن ابن عباس قال‏:‏ صالح رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل خيبر على كل صفراء وبيضاء وعلى كل شيء إلا أنفسهم وذراريهم‏.‏

قال‏:‏ فأتي بالربيع وكنانة ابني أبي الحقيق وأحدهما عروس بصفية بنت حيي فلما أتى بهما قال‏:‏ ‏"‏أين آنيتكما التي كانت تستعار بالمدينة‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏

أخرجتنا وأجليتنا فأنفقناها قال‏:‏ ‏"‏انظرا ما تقولان فإنكما إن كتمتاني استحللت بذلك دماءكما وذريتكما‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فدعا رجلاً من الأنصار قال‏:‏ ‏"‏اذهب إلى مكان كذا وكذا فانظر نخيلة في رأسها رقعة فانزع تلك الرقعة واستخرج تلك الآنية فأت بها‏"‏‏.‏ فانطلق حتى جاء بها فقدمهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فضرب أعناقهما وبعث إلى ذريتهما فأتى بصفية بنت حيي وهي عروس فأمر بلالاً فانطلق بها إلى منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق بلال فمر بها على زوجها وأخيه وهما قتيلان فلما رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏سبحان الله ما أردت يا بلال إلى جارية ‏[‏بكر‏]‏ تمر بها على قتيلين تريها إياهما ‏[‏أما لك رحمة‏]‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ أردت أن أحرق جوفها،قال‏:‏ ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فبات معها وجاء أبو أيوب بسيفه فجلس إلى جانب الفسطاط فقال‏:‏ إن سمعت واعية أو رابني شيء كنت قريباً من رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى إقامة بلال قال‏:‏ ‏"‏من هذا‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ أنا أبو أيوب قال‏:‏ ‏"‏ما شأنك هذه الساعة ههنا‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ يا رسول الله دخلت بجارية ‏[‏بكر‏]‏ وقد قتلت زوجها وأخاه فأشفقت عليك قلت‏:‏ أكون قريباً من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏يرحمك الله أبا أيوب‏"‏ ثلاث مرات‏.‏ وأكثر الناس فيها فقائل ‏[‏يقول‏]‏‏:‏ سريته وقائل يقول‏:‏ امرأته فلما كان عند الرحيل قالوا‏:‏ انظروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن حجبها فهي امرأته وإن لم يحجبها فهي سريته فأخرجها رسول الله صلى الله عليه وسلم فحجبها فوضع لها ركبته ووضعت ركبتها على فخذه وركبت‏.‏

وقد كان عرض عليها قبل ذلك أن يتخذها سرية أو يعتقها وينكحها قالت‏:‏ لا بل أعتقني وانكحني ففعل صلى الله عليه وسلم‏.‏

رواه الطبراني وفيه محمد بن أبي ليلى وهو سيئ الحفظ،وبقية رجاله ثقات‏.‏

10209-وعن عروة قال‏:‏ لما فتح الله عز وجل خيبر على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتل من قتل منهم أهدت زينب بنت الحرث اليهودية وهي بنت أخي مرحب شاة مصلية وسمته فيها وأكثرت في الكتف والذراع حيث أُخبرت أنهما احب أعضاء الشاة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه بشر بن البراء بن المعرور أخو بنى سلمة قدمت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتناول الكتف والذراع وانتهش منها وتناول بشر عظماً آخر فانتهش منه فلما أرغم رسول الله صلى الله عليه وسلم أرغم بشر ما في فيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ارفعوا أيديكم فإن كتف الشاة تخبرني أني قد بغيت فيها‏"‏‏.‏ فقال بشر بن البراء‏:‏ والذي أكرمك لقد وجدت ذلك في أكلتي التي أكلت ولم يمنعني أن ألفظها إلا أني كرهت أن أنغص طعامك فلما أكلت ما في فيك لم أرغب بنفسي عن نفسك ورجوت أن لا تكون رغمتها وفيها بغي‏.‏ فلم يقم بشر من مكانه حتى عاد لونه كالطيالسة وماطله وجعه حتى كان لا يتحول إلا ما حول وبقي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ثلاث سنين حتى كان وجعه الذي مات فيه‏.‏

رواه الطبراني مرسلاً وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف وحديثه حسن‏.‏

10210-وعن أنس قال‏:‏ لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر قال الحجاج بن علاط‏:‏ يا رسول الله إن لي بمكة مالاً وإن لي بها أهلاً وإني أريد أن آتيهم فأنا في حل إن أنا نلت منك أو قلت شيئاً‏؟‏ فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول ما شاء‏.‏ فأتى امرأته حين قدم فقال‏:‏

اجمعي لي ما كان عندك فإني أريد أن أشتري من غنائم محمد وأصحابه فإنهم قد استبيحوا وأصيبت أموالهم قال‏:‏ وفشا ذلك بمكة وانقمع المسلمون وأظهر المشركون فرحاً وسروراً‏.‏

قال‏:‏ وبلغ الخبر العباس بن عبد المطلب فعقر وجعل لا يستطيع أن يقوم‏.‏

قال معمر‏:‏ فأخبرني عثمان الجزري عن مقسم قال‏:‏ فأخذ العباس ابناً له يقال له‏:‏ قثم فاستلقى فوضعه على صدره وهو يقول‏:‏

حِبي قثم شبيبه ذي * الأنـف الأشم

نـبيَّ ذيْ النـعمِ * برغم من رغم

قال ثابت ‏[‏عن الحجاج‏]‏ عن أنس‏:‏ ثم أرسل غلاماً له إلى الحجاج بن علاط فقال‏:‏ ويلك ماذا جئت به‏؟‏ وماذا تقول‏؟‏ فما وعد الله عز وجل خير مما جئت به‏.‏ قال الحجاج بن علاط لغلامه‏:‏ اقرأ على أبي الفضل السلام وقل له ليخل لي ‏[‏في‏]‏ بعض بيوته لآتيه فان الخبر على ما يسره،فجاء غلامه فلما بلغ باب الدار قال‏:‏ أبشر أبا الفضل ‏[‏قال‏]‏‏:‏ فوثب العباس فرحاً حتى قبل بين عينيه فأخبره ما قال الحجاج فأعتقه قال‏:‏ ثم جاء الحجاج فأخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد افتتح خيبر وغنم أموالهم وجرت سهام الله في أموالهم واصطفى رسول الله صفية بنت حيي فاتخذها لنفسه وخيرها أن يعتقها وتكون زوجته أو تلحق بأهلها فاختارت أن يعتقها وتكون زوجته،ولكني جئت لمال كان لي ههنا أردت أن أجمعه فأذهب به

فاستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن لي أن أقول ما شئت فأخف عني ثلاثاً ثم اذكر ما بدا لك‏.‏

قال‏:‏ فجمعت امرأته ما كان عندها من حلي أو متاع فدفعته إليه ثم استمر به فلما كان بعد ثلاث أتى العباس امرأة الحجاج فقال‏:‏ ما فعل زوجك‏؟‏ فأخبرته أنه ذهب يوم كذا وكذا وقالت‏:‏ لا يخزيك الله يا أبا الفضل لقد شق علينا الذي بلغك قال‏:‏ أجل لا يخزيني الله ولم يكن بحمد الله إلا ما أحببنا فتح الله خيبر على رسوله وجرت سهام الله واصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية لنفسه فإن كان لك حاجة في زوجك فالحقي به قالت‏:‏ أظنك والله صادقاً قال‏:‏ فإني صادق والأمر على ما أخبرتك،ثم ذهب حتى أتى مجالس قريش وهم يقولون إذا مر بهم‏:‏ لا يصيبك إلا خير يا أبا الفضل‏.‏ قال‏:‏ لم يصبني إلا خير بحمد الله تبارك وتعالى قد أخبرني الحجاج بن علاط أن خيبر فتحها الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم وجرت فيها سهام الله واصطفى صفية لنفسه وقد سألني أن أخفي عنه ثلاثاً وإنما جاء ليأخذ ماله وما كان له من شيء ههنا ثم يذهب‏.‏

قال‏:‏ فرد الله الكآبة التي كانت بالمسلمين على المشركين وخرج المسلمون ومن كان دخل بيته مكتئباً حتى أتوا العباس فأخبرهم الخبر فسر المسلمون ورد ‏[‏الله - يعني‏]‏‏:‏ ما كان من كآبة أو غيظ أو حزن على المشركين‏.‏

رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

10211-وعن عروة قال‏:‏

وقتل يوم خيبر من قريش ثم من بني عبد مناف‏:‏ ثقف بن عمرو حليف لهم من بني أسد بن خزيمة‏.‏

ومن الأنصار ثم من بني زريق‏:‏ مسعود بن سعد بن خالد‏.‏ ومن بني عمرو ببن عوف‏:‏ أبو الصباح أو أبو ضياح‏.‏

رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف وحديثه حسن‏.‏

10212-وعن ابن شهاب في تسمية من استشهد يوم خيبر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأنصار ثم من بني حارثة‏:‏ محمود بن مسلمة فذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمحمد بن مسلمة‏:‏ أخوك له أجر شهيدين‏.‏ ومن بني زريق‏:‏ مسعود بن سعد بن قيس‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

10213-وعن أبي هريرة قال‏:‏ ما شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مغنماً قط إلا قسم لي إلا خيبر،فإنها كانت لأهل الحديبية خاصة‏.‏

وكان أبو هريرة وأبو موسى جاءا بين الحديبية وخيبر‏.‏

رواه أحمد وفيه علي بن يزيد وهو سيئ الحفظ،وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

10214-وعن عقبة بن سويد الأنصاري أنه سمع أباه - وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال‏:‏ قفلنا مع النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة خيبر فلما بدا له أحد قال‏:‏ قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏الله أكبر جبل يحبنا ونحبه‏"‏‏.‏

رواه أحمد‏.‏ وعقبة ذكره ابن أبي حاتم وقال‏:‏ روى عنه عبد العزيز ولم يجرحه،قلت‏:‏ وروى عن الزهري عند أحمد وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏